ببني مدرسة نفسي

الله أكبر الله أكبر

 كان أول ما سَمِعتْ

من فمٍ معطَّرٍ 

معطِّرٍ ما كان حولي من هواء

ملأَ صدري .. حين وُلِدتْ

ألهتني الدنيا وأشغلتني
وعنك ابتعدت
وعزَمتَ انت على التحدي
وسافرت

فلا تظن بأنني عنك سَهَوْتْ

أو حتى أني قد نسيت

فكيف أنسى أن أول ضمةٍ

منك أنت

وأن أول من طار فرحا

عند اختلاط نبض قلبي

بنبض عقارب الساعات

كان أنت

وانت من اختار لي الاسم اللذي

اختاره رسول الله

عندما مثلك لأول مرة

أنجب بنت

فتاتك حتما أبي ما قد نستك

وانما .. تبكي حنينا عندما

يطول بعدك بعدما

تركت قصائد حبها

قبلة بجبينها

ثم رحلت

ابتاه يا مرسل دفئ النهار

مع الأنوار لأنها

تأتي اليك قبلنا .. لكنها

تنسى سريعة اية رساله
 انا ارسلت

ورغم بعدك عننا

لكننا .. مازاغت القلوب عنك

خطأ يقال بأنه

من لا تراه .. فقد نسيت

صدق عيوني عندما

تجد اشتياقي يثير دمعي

ورغم ذلك حينما

أجدك أمامي

ما تراني .. الا ابتسمت

يا من تركت الدنيا لنا هدية

وما بمثل فعلك

قد استطعت

فالصبر فيك ملهمي

يا من صبرت .. فما مللت

أنت من علمتني

انّ الحياة اذا صنعت بنا سوءا

فالخير أكبر ما يكون ان صبرت

ابتاه عمري لم يمض بعد

منه الكثير وقد تعبت

والعمر فيك يشدك

ان تستريح فما اجبت

يا ملهمي ومعلمي

يا من ترويني من يديك برقة

فاصطنع أنني مازلت عطشى

والله يعلم انني من قطرة
 قد ارتويت

مدرّس كل المحبة بسمةً

مسبوقة بدعوة نقية

محببة الى بشدةٍ

لو طال عمري للأبد

بحثا عن مثيلها

والله أبدا ما وجدت

أبتاه يا كنزي الوحيد ودنيتي

بارت حياتي في البعاد وليس لي

سوى وجودك في جواري سعادة

دع لي العناء .. فقد وفّيت

دع لي المشقة واسترح

دع لي الوفاة .. وابقى انت

يارب يا أعلم بحال جميعنا

لا تبقِ نبضي يدقُّ لي

يكفي الحياة بنبضه

وان كان قدرا واجيبا

فاجعلني قرة عينه

واجعلني قبله .. قد سكنت

....

زينب عيد
22 أغسطس 2012